عندما تسمع للمرة
الأولى ما يسمى تجاوزا بلغة العصافير قد يخيل إليك أنها لغة من اللغات الأجنبية رغم
أنها قد تبدو لأذنيك كلاما مألوفا جدا. لكن لغة العصافير في حقيقة الأمر ليست أكثر
من تلاعب بسيط بالكلمات يحصل الإنسان بواسطته على لغة مولدة ومزيدة ومركبة من اللغة
الأم (المحكية) للناس الذين يستخدمونها سواء أكانوا عربا أم أجانب.
إذن فلغة العصافير
من هذا النوع هي لغة بسيطة مصطنعة ناتجة عن تشفير الكلمات في اللغة الأم (المحكية)
تشفيرا بسيطا، وذلك بإضافة مقطع صوتي إضافي يبدأ بحرف الزاي إلى كل مقطع صوتي أصلي،
ويماثله من حيث الحرف الصائت، أي أننا في هذه الحالة نضيف (زا) أو (زَ) بالفتح أو
(زو) أو (زُ) بالضم أو (زي) أو (زِ) بالكسر إلى المقاطع المشابهة. وعلى سبيل المثال
فإن كلمة (حِمار) في هذه اللغة تلفظ هكذا (حِزي مَزار)، وعبارة (روح ع البيت) تلفظ
هكذا (رُزوح عَزَلْ بَزَيْت).
وتستخدم هذه اللغة
الخفيفة الظل لغرض المزاح بالدرجة الأولى، أو لمداعبة الأطفال ومفاجئتهم وتسليتهم،
أو من أجل ايهام الآخرين بأن المتكلم يتقن لغة أخرى، أو لإضافة شيء من الغموض، أو لمجرد
تشفير الكلام من أجل إخفاء معانيه عن غير العارفين لهذه اللغة، والحيلولة دون فهمهم
لها. علما بأن هذه اللغة أو هذه الطريقة للتلاعب بالكلمات موجودة في لغات أجنبية كثيرة،
والناطقون بتلك اللغات يطبقونها بالطريقة نفسها، وبالأسلوب نفسه، لكن بأحرف قد تكون
مختلفة ومتنوعة تبعا لاختلاف المناطق.
ومن الجدير بالذكر
أن هناك لغة مشفرة أخرى تسمى لغة العصافير لكنها أكثر تعقيدا إذ إنها تتكون من تركيبات
ونغمات موسيقية صوتية مختلفة، ومركبة بطريقة مشابهة لإشارات مورس، وتشبه زقزقة العصافير
أو الصفير، حيث يتم الاتفاق عليها بين مجموعة من البشر، ويتفاهمون بها.
ودمتم (وزه دُزُم
تُزُم)